مصدر الصورة: جملون- ثلاثية غرناطة

التصنيف: 5 من أصل 5.

الكاتبة: رضوى عاشور

هل تفكرت يوما في حقبة حكم المسلمين للأندلس؟ عن البداية والنهاية؟ 

في ثلاثية غرناطة ، تحكي الكاتبة رضوى عاشور عن سقوط آخر مناطق حكم المسلمين في الأندلس، غرناطة . تلك المدينة التي صمدت لسنوات واستسلمت في آخر المطاف على يد حاكمها أبي عبدالله الصغير. (يقال أن التاريخ ظلم أبي عبدالله كثيرا بتصويره الشخص الذي أضاع غرناطة وعلى يديه انتهت حقبة حكم المسلمين للأندلس اقرأ هذا المقال هنا للمزيد)

تحكي الكاتبة قصة الصمود، ورحلة التشبث بالدين واللغة والثقافة، ولكنها أيضا تحكي رحلة الترحيل، وقصة تشتت واندماج المسلمين في الحضارة الأوروبية. 

ثلاثية غرناطة

أبطال الرواية كثر.. فهي تمتد على مدار ثلاثة أجيال لعائلة مسلمة عربية عاشت في غرناطة وعايشت سقوط الحكم الإسلامي منذ البداية، حتى محيه تماما.

رواية قد تصيبك بالإحباط، الغضب أو الحزن، لكنها بالتأكيد ستترك في داخلك إحساسا بالأسى على حال مسلمي الأندلس آنذاك، وغضبا من تلاعب القشتاليين بهم شيئا فشيئا، حتى لم يعد لهم فيها أثر يذكر.

من خلال قراءة ثلاثية غرناطة، ستدرك أن كثيرا مما حدث بالأمس البعيد، قد تكرر في الأمس القريب، ومازال يحدث حتى الآن، ربما لا يكون بنفس الصورة ولكن النتيجة واحدة.

تحتوي الرواية على كثير من الاقتباسات المعبرة، فهذا الإقتباس مثلا، هو جزء من حوار دار بين مسلمي الأندلس حينما أرادوا الرحيل إلى شمال أفريقيا:

” نعود إلى أهلنا لنعيش بينهم معززين مكرمين، لا تلتقي بمن يسبك قائلا (عربي كلب) او (مسلم جبان)، في الرحيل نهاية لغربتنا”

-ثلاثية غرناطة

رأيي:

الرواية عبقرية سردا، لغة، ومضمونا. 

لا أستطيع التعليق على الأحداث التاريخية بعينها لأنني لست خبيرة في هذا المجال، ولكنها تعطي لمحة عن الجو التاريخي والسياسي والاجتماعي في تلك الحقبة وتلك الأرض.

ما أعجبني في الرواية أشياء كثيرة من ضمنها:

أولا: لغة الكتابة . لغة الكتاب بليغة، ليست بسيطة أبدا . حتى أنني سمعت من بعض القراء أنهم وجدوا صعوبة في قراءتها لأن لغة السرد ليست يسيرة. هذا ما أعجبني بها فقد وجدت فيها مصدرا ثريا لكلمات جديدة، وأساليب جميلة في التعبير.

ثانيا: كونها تاريخية. ليست رواية من نسج خيال الكاتب وإنما قصة اعتمدت فيها الكاتبة على معلومات وأحداث تاريخية في سردها، لتأتي بذلك المزيج الرائع بين القصة والتاريخ، والتي تجعلك متعطشا لمعرفة المزيد، وتدفعك للبحث أكثر.

ثالثا: وأعتقد أنه شيء ميز الكتاب جدا، هو أن القصة لم تعتمد على استعطاف القارئ. الكاتبة لم تكن تطيل المشاهد الحزينة أو مشاهد الموت، بل في كثير من الأحيان كانت تمر عليها مرور الكرام، فتخبرك أن فلان مات وتمضي.

عن الكاتبة: رضوى عاشور كاتبة وأديبة وأستاذة جامعية مصرية. كتبت العديد من الرواية والقصص منها رواية الطنطورية ورواية ثلاثية غرناطة والتي حازت على جائزة أفضل كتاب لسنة 1994 على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب. (المصدر: ويكيبيديا)

تصنيف الكتابعدد الصفحاتاللغة الأصليةدار النشر
رواية تاريخية500العربيةدار الشروق-مصر

احصل على ثلاثية غرناطة من متجر جملون للكتب

هل قرأت هذا الكتاب أو تنوي قراءته؟ شاركنا في التعليقات! 🙂

**هذا المحتوى يستخدم روابط الإحالة. اقرأ سياسة الخصوصية لدينا لمزيد من المعلومات.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
%d مدونون معجبون بهذه: